التزييف العميق.. تهديد متزايد للاقتصاد العالمي والاستقرار
يمثل التزييف العميق تحديًا متزايدًا يتطلب تعاونًا دوليًا بين الحكومات والشركات والأفراد لوضع معايير جديدة للثقة والأمان في عصر الذكاء الاصطناعي.
أصدرت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية تقريرًا حديثًا حذرت فيه من المخاطر المتزايدة التي تشكلها تقنية “التزييف العميق” (Deepfake) المدعومة بالذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي والاستقرار السياسي والأمن القومي.
وتُعد هذه التقنية، التي تستخدم خوارزميات متقدمة لإنشاء محتوى مزيف وغير حقيقي، سلاحًا ذا حدين يمكن استخدامه للإبداع والتضليل على حد سواء.
وشهد العام الماضي تطورًا سريعًا في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما جعل إنتاج التزييف العميق أسهل من أي وقت مضى.
وعلى عكس التقنيات السابقة التي كانت تتطلب مهارات تقنية متخصصة، أصبح بإمكان أي شخص اليوم إنشاء مقاطع فيديو وصور وصوتيات ونصوص مزيفة ومقنعة في غضون دقائق فقط.
وسلط تقرير موديز الضوء على حالات واقعية حديثة تم فيها استخدام التزييف العميق لخداع الشركات وسرقة ملايين الدولارات عن طريق انتحال شخصية المديرين التنفيذيين، وسرقة الهويات لفتح حسابات وهمية، والتلاعب بأسعار الأسهم من خلال بيانات كاذبة. حتى أنظمة الأمان الإلكتروني المتطورة وإجراءات التحقق من الهوية أصبحت عرضة لهجمات التزييف العميق الجديدة.
وتوقع التقرير أن يتم استخدام التزييف العميق على نطاق واسع مع اقتراب الانتخابات الرئيسية في أكثر من 60 دولة هذا العام، وذلك للتأثير على الناخبين وزعزعة الثقة في المؤسسات الديمقراطية وإثارة الاضطرابات الاجتماعية.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي هذه التقنية إلى تداعيات خطيرة على الأمن القومي، حيث يمكن استخدامها في عمليات التجسس والإرهاب والخداع العسكري.
في حين تسارع الحكومات وشركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم لوضع أطر قانونية وحلول تقنية جديدة لمواجهة تهديد التزييف العميق، أشار تحليل موديز إلى أن التدابير الحالية تكافح لمواكبة استخدام الجهات الخبيثة لهذه التكنولوجيا سريعة التطور.